نظمت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات اليوم الأربعاء 27 جمادى الأولى 1436هـ الموافق لـ 18 مارس 2015م بمقر الهيئة الرئيس، بمدينة الرياض، ملتقى عن تقنية المعلومات في المملكة تحت عنوان " خدمات الاتصالات المتنقلة وتوجهاتها المستقبلية في المملكة العربية السعودية "بهدف بحث آفاق التوجهات المستقبلية لخدمات الاتصالات المتنقلة، والفرص والتحديات في هذا المجال.
ويهدف الملتقى إلى تحفيز النقاش والحوار حول التحديات والفرص لزيادة فعالية منظومة خدمات الاتصالات المتنقلة في المملكة، مع استعراض أهم النتائج المستخلصة من دراسات الهيئة ، وبحث الآفاق المستقبلية من أجل تطوير هذه الخدمات، ويستضيف عدداً من المهتمين والمتخصصين في مجال الاتصالات إلى جانب أكاديميين وعاملين في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.
وافتتح معالي محافظ الهيئة المهندس عبدالله بن عبدالعزيز الضرّاب فعاليات الملتقى من خلال كلمة ألقى فيها الضوء على ما وصل إليه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من تطورات نتيجةً لما يحظى به القطاع من دعم سخي من قبل الدولة وقياداتها –يحفظها الله- ، كما استعرض الأثر الفاعل لخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في مختلف مجالات التنمية والتحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة ومجتمع المعلومات.
ولفت الضرّاب أن المملكة خطت خطوات متقدمة في مجال تحرير أسواق خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزيز المنافسة وحمايتها، وحماية المستخدم، وتوفر الخدمات وتنوعها وتطوير القدرات البشرية؛ بالإضافة إلى رفع مستوى كفاءة البنية التحتية لتلك الخدمات ، نتج عن ذلك إنشاء عشرات الألوف من المحطات القاعدية اللاسلكية في جميع مناطق المملكة، وتمديد أكثر من 350 الف كيلو متر من شبكات الألياف الضوئية بين المدن وداخلها، وقد زاد عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة من 9 مليون اشتراك في عام 2004م إلى حوالي 53 مليون اشتراك بنهاية العام 2014م وبنسبة انتشار تصل إلى 171%.
كما وصل إجمالي الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات المتنقلة بتعريفها الشامل إلى حوالي 29 مليون اشتراك بنهاية العام 2014م، وبنسبة انتشار تصل إلى حوالي 94.5%. ونما عدد الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات الثابتة إلى حوالي 3 مليون اشتراك بنهاية عام 2014م وبنسبة انتشار تقدر بحوالي 43.2% على مستوى المساكن مقارنة بحوالي 1.7 مليون اشتراك عام 2010م.
أما بالنسبة لانتشار الإنترنت فقد نما بمعدلات عالية خلال السنوات الماضية حيث ارتفعت نسبة انتشاره من 13% عام 2005م إلى حوالي 63.7% في نهاية عام 2014م. ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حالياً بحوالي 19.6 مليون مُستخدم.
وأرجع هذا التطور في القطاع إلى عدة عوامل من أهمها: الدعم اللا محدود الذي يحظى به القطاع من الدولة – يحفظها الله - كما أسلفت، وإدخال المنافسة في جميع خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، والحفاظ عليها، وتبني الهيئة مبدأ حيادية التقنية التي أدت إلى قيام شركات الاتصالات المتنقلة المرخص لها بإدخال تقنيات الجيل الثالث والجيل الرابع ذات السرعات العالية، وتقنيات الألياف البصرية. ولعل من أهم الإنجازات الأخيرة للهيئة، هو زيادة المنافسة في سوق خدمات الاتصالات المتنقلة عن طريق منح تراخيص جديدة لمشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة الافتراضية؛ لما في ذلك من نتائج تؤثر إيجابياً على تقديم خدمات متطورة للعناية بالمشتركين، وتوفير خيارات إضافية، وتقديم باقات خدمات مبتكرة في السوق، مع زيادة في التنافس على مستوى مبيعات التجزئة.
وحول نمو صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات، لفت نائب المحافظ لشؤون تقنية المعلومات الدكتور سليمان بن عبدالعزيز مرداد إلى أن المنشآت السعودية بدأت في تبني المزيد من التقنيات المتطورة، التي بدورها يتوقع أن تساهم في دعم نمو استخدام خدمات الاتصالات المتنقلة. وأشار إلى أن الدراسات التي أجرتها الهيئة توضح أن المملكة العربية السعودية أحرزت تقدماً كبيراً في تبني واستخدام خدمات الاتصالات المتنقلة، مع استمرار فرص النمو في القطاع.
وقدمت الهيئة خلال الملتقى تقريراً يستخلص عدداً من النتائج حول الموضوعات المتعلقة بخدمات الاتصالات المتنقلة وتوجهاتها في المملكة، كحجم الاستخدام والانتشار الواسع لهذه الخدمات، و التفاعل وتغيير نماذج الاستهلاك الذي أحدثته الأجهزة الذكية، بالإضافة إلى المحتوى والخدمات المرتبطة به، والخصوصية وأمن خدمات الاتصالات المتنقلة. كما يقدم التقرير لمحة عن سوق تقنية المعلومات في المملكة، بالإضافة إلى تناوله عدداً من مقومات استخدام التقنية وحجم الإنفاق عليها، ويناقش الفرص الهامة وبحث آفاق المستقبل هذه الخدمات في المملكة.